أثر نقد المتن في الحكم على رواة الحديث: دراسة نظرية تطبيقية

أثر نقد المتن في الحكم على رواة الحديث: دراسة نظرية تطبيقية، حيث إنه من غير الخفي على المختصين في علم الحديث من المعاصـرين أن موضـوع (نقـد المـتن الحديثي) قد لقي في عصرنا اهتمامًا بالغًا نظرًا لكثرة الكلام حوله من قبل المستشرقين وغيرهم، مما أدى ببعض الباحثين أن يخصوه ببحوث مستقلة، ولكن لم يزل هذا الموضوع في حاجة للكثير من البحوث المعمقة. وتتجلى أهمية هذا البحث في النقاط التالية : أولًا. إبراز جهود علماء الجرح والتعديل في نقد المتن باعتباره ركيزة من أهم ركائز الحفّاظ في نقد الرواة والحكم عليهم. ثانيًا: إغفال بعض الباحثين ممن كتب في موضوع نقد المتن الحديثي لهذا الجانب، بل صرح بعـضهم بأن كتب الرجال والعلل لا يوجد فيها نقد للمتن، مما يجعل الكتابة في هذا الموضوع ذات أهمية لبيان عدم سلامة هذه النتيجة. ثالثًا: إن بيان عناية علماء الجرح والتعديل بالمتن الحديثي، ومعرفة الأسباب الموجبة لنقده عنـد العلماء، وحدود هذا النقد وقواعده، من الأمور المساعدة على تهيئة المناخ العلمي لاستثمار تلك المعايير والطرق والوسـائل في الجهود النقدية لعلماء الحديث المعاصرين الساعين لتنقية المصادر الحديثية .

أثر نقد المتن في الحكم على رواة الحديث: المقدمة

ينحصر هذا البحث في بيان أثر نقد المتن في الحكم على رواة الحديث، وهذا يعـني أن البحـث لا يشمل كل نقد للمتن سواء أكان قائله من الفقهاء أم من المحدثين، من القدماء أم من المتأخرين، بل هو محصور بأئمة الجرح والتعديل المتقدمين من أمثال: شعبة بن الحجاج، وعبدالرحمن بن مهدي، ويحيى بن سعيد القطان، والإمام أحمد بن حنبل، وعلي بن المديني، ويحيى بن معين، ومحمد ابن اسماعيل البخـاري، ومسلم ابن الحجاج، وأبي حاتم الرازي، وأبي زرعة الرازي، وابن حبان، وابن عدي، والدارقطني.

أثر نقد المتن في الحكم على رواة الحديث: محتويات الكتاب ونتائجه

 كما أن مصادر البحث الأساسية التي تستمد منها النصوص التطبيقية محصورة في كتب الرجال، وكتب العلل نظرًا لكونها تمثل الجانب العملي التفصيلي لنقد مرويات الرواة. حيث تتمثل أهم أهداف هذا البحث في. أولًا: إبراز أهم معالم منهج نقد المتن الحديثي عند علماء الجرح والتعديل. ثانيًا:  تسليط الضوء على جملة من النصوص التطبيقية التي لم تتعرض لها أكثر الدراسات السابقة. ثالثًا: الكشف عن التنوع الاجتهادي في التعامل مع نقد المتن عند علماء الجرح والتعديل. رابعًا: إبراز الحقيقة العلمية القائلة: إن نقد السند من خلال بيان كلام النقاد في الرواة لا يعني تجاهل نقد المتن. خامسًا: تحديد بعض الطرق التي تمكن الباحث من استثمار تلك الجهود السابقة وتوسيع الاسـتفادة منـها في الدراسات التطبيقية المعاصرة في علم الحديث .